1 - وقوله: {أَلَمْ تَرَ} الهمزة فيه للاستفهام التعجيبي والتقريري؛ لتقرير رؤيته - صلى الله عليه وسلم - بإنكار عدمها، وتعجيبه بما فعله الله تعالى، والخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويجوز أن يكون لكل من يصلح له، والرؤية [1] علمية لا بصرية؛ لأنه لم يكن وقت الواقعة موجودًا، وحُذفت ألف {تَرَ} للجازم، والمعنى: أقر بأنك علمت قصة أصحاب الفيل. {كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ} يا محمد و {كَيْفَ} معلقة للرؤية منصوبة على المصدرية بالفعل المذكور بعدها، و {رَبُّكَ} فاعل، والتقدير [2]: أي فعل فعله ربك، والجملة سدت مسد مفعولي {تَرَ}، ولا يصح نصب {كَيْفَ} على الحال من الفاعل؛ لأنه يلزم وصفه تعالى بالكيفية، وهو غير جائز اهـ "شهاب".
وقرأ السلمي: {أَلَمْ تَرَ} - بسكون الراء - وهو جزم بعد جزم، ونُقل عن صاحب "اللوامح": {ترأ} بهمزأ مفتوحة مع سكون الراء على الأصل، وهي لغة لتيم، ذكره في "البحر".
{بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}. وهم أبرهة بن الصباح الأشرم الحبشي ملك اليمن وقومه، ومعنى أبرهة بلسان الحبشة: الأبيض الوجه، ولُقّب بالأشرم؛ لأنه قُطع حاجبه وأنفه وعينه وشفته؛ أي: شُقَّت وخدشت كما سيأتي في القصة، وقيل: لأن أباه ضربه بحربة فشرم أنفه وجبينه، والمراد بالفيل: هو الفيل الأعظم الذي اسمه محمود، وكنيته أبو العباس، كما سيجيء، ونسبوا إليه؛ لأنه مقدمهم، وهو الذي برك وضربوه في رأسه فأبى، وكان معه اثنا عشر فيلًا، وقيل ثمانية عشر، وقيل ألف، وأفرده حينئذ موافقة لرؤوس الآي، أو لكونه نسبهم إلى الفيل الأعظم الذي يقال [1] الصاوي. [2] الصاوي.
نام کتاب : تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن نویسنده : الهرري، محمد الأمين جلد : 32 صفحه : 331